الإجابة عن السؤال تحتاج تفكيك المصطلحات وفهم السياق السياسي والتاريخي، على مدار سنوات لأن مفهوم “السلام” بالنسبة لإسرائيل مختلف تماما عن مفهومه عند العرب وفلسطين فإسرائيل تُعرّف السلام في الغالب على أنه أمن دائم لها، واعتراف كامل بشرعيتها، وتطبيع كامل مع محيطها العربي، لكن دون تقديم تنازلات جوهرية تمسّ بنيتها الأمنية أو الاستراتيجية، وخصوصًا في ملف القدس، اللاجئين، والحدود.
أي أن السلام الذي تريده إسرائيل غالبًا هو “سلام بشروطها”، يضمن استمرار تفوقها العسكري والسياسي في المنطقة.
والواقع السياسى منذ تأسيسها عام 1948يؤكد تعامل إسرائيل مع السلام بوصفه أداة استراتيجية، وليس غاية أخلاقية أو إنسانية.
فهي أبرمت اتفاقيات سلام مع مصر والأردن، وسعت لاتفاقات إبراهام مع دول عربية أخرى، لكن دون حل الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي من جذوره.والممارسات على الأرض – من استمرار الاستيطان، وحصار غزة، وسياسات التهجير، واستخدام القوة المفرطة – تعكس أن إسرائيل تُعطي الأولوية للسيطرة الأمنية على أي “سلام” شامل.
وطبعا الفكر الصهيوني الذي تأسست عليه إسرائيل يرى أن وجودها وسط محيط عربي معادٍ يستلزم التفوق الدائم والردع العسكري، لا المساواة أو الشراكة الحقيقية.
لذلك، حتى عند حديث قادتها عن “السلام”، يكون مقترنًا بمفاهيم مثل “الحدود الآمنة” و”الاعتراف بيهودية الدولة” أكثر من كونه تسوية عادلة.
يعنى النتيجة ان إسرائيل عايزه تعيش في بيئة آمنة ومستقرة، لكنها لا تريد بالضرورة “السلام العادل” الذي يحقق الحقوق الوطنية للفلسطينيين أو التوازن في المنطقة.
السلام الذي تسعى له هو سلام وظيفي، يضمن استمرار وضعها كقوة مهيمنة، حتى لو كان ذلك على حساب العدالة والحقوق التاريخية للشعوب الأخرىوعلشان كده الأطراف بتتكلم من منظور مختلف بمعنى إسرائيل: ترى أن السلام يتحقق حين يقبل العرب والفلسطينيون بواقع التفوق الإسرائيلي ويتوقفون عن المطالبة بتغييره.
والفلسطينيون والعرب: يرون أن السلام لا يكون حقيقيًا إلا إذا أنهى الاحتلال وضمن المساواة في الحقوق والسيادة.
• النتيجة: الحديث عن “السلام” في المفاوضات غالبًا يصطدم بتعارض جذري في الأهداف، وليس فقط في التفاصيل.علشان كده مصر بتتكلم عن حل جذرى مش مجرد حلول مسكنة لا تعالج أصل الصراع.