بقلم الإعلامي: خالد سالم
منذ فجر التاريخ، ظلّ نهر النيل شريان الحياة لمصر، مصدر الخير والبركة، ورمز الهوية والانتماء. لم يكن النيل مجرّد نهر، بل كان ولا يزال روح الحضارة المصرية، وأحد أسرار بقائها وتفوقها عبر العصور. لهذا، فإن استخدام اسم “النيل” في حياتنا اليومية، وفي منشآتنا ومؤسساتنا، وفي وسائل إعلامنا وقنواتنا، ليس ترفًا أو صدفة، بل ضرورة وطنية وحضارية.
اسم النيل… هوية وانتماء
حين نطلق على منشأة أو قناة إعلامية أو صرح علمي اسم “النيل”، فإننا نربطها مباشرة بوجدان كل مصري وعربي. اسم النيل يزرع في النفوس مشاعر العراقة والارتباط بالأرض والتاريخ. فهو ليس مجرد اسم، بل هو ذاكرة الأمة، وعلامة تميزنا عن غيرنا.
في وسائل الإعلام والقنوات
كم أسعدنا عبر سنوات طويلة أن نرى قنواتنا الفضائية تحمل اسم “النيل”، مثل قنوات النيل للأخبار، والنيل للدراما، والنيل الثقافية. هذه المسميات أعطت القنوات طابعًا وطنيًا مميزًا، وذكّرت المشاهد دومًا بأن مصدر رسالتها هو ضمير مصر ووجدانها. فاسم “النيل” هنا يضيف المصداقية، ويمنح المشاهد الثقة بأنه أمام إعلام يعبر عن وطنه، لا عن أجندات غريبة عنه.
في المنشآت والمشروعات
حين تحمل الجامعات، المستشفيات، المدارس، أو أي مشروع قومي اسم “النيل”، فإنها تتوشّح بجزء من قداسة النهر العظيم. يصبح لها بُعد رمزي يعزز من إحساس المواطن بأن هذه المنشأة تخدم الوطن وتنبع من روحه الأصيلة.
في حياتنا اليومية
حتى في حياتنا الخاصة، حين نسمّي مشروعات صغيرة أو مبادرات اجتماعية باسم “النيل”، نربط أنفسنا بثقافة الإنتاج والخير والعطاء الذي مثله هذا النهر الخالد عبر الأزمان.
رسالة للمستقبل
إن الحفاظ على استخدام اسم “النيل” هو حفاظ على هويتنا الوطنية. إنه دعوة مفتوحة للأجيال الجديدة كي لا تنسى أصلها وجذورها. علينا أن نشجع إطلاق اسم النيل على كل ما هو جميل وبنّاء في حياتنا، ليبقى النيل حاضرًا في عقولنا وقلوبنا، مثلما كان حاضرًا في وجدان أجدادنا منذ آلاف السنين.
النيل ليس فقط نهرًا يمر في وسط بلدنا، بل هو روح تسري في عروقنا… فلنجعله حاضرًا في كل تفاصيلنا، نردّ له الجميل، ونورثه رمزًا خالداً لمن يأتي بعدنا.