الناس مندهشة من خضوع ترامب بشكل مفاجيء لإرادة مصر في رفض قضية التهجير من غزة ! .. حاول أن تنسى قليلا أنك مصري وخذ الجانب الآخر فقد تغلبك العاطفة في الوقوف مع أو ضد السيسي .. حينما نتكلم عن سر إعجاب الأمريكان بالسيسي فإننا في الواقع لا نتكلم عن كاريزما شخصية أو أشياء ساحرة في شخصية الرجل .. فالأمريكان لا يعرفون شيئا البتة عن هذه الأمور ولا يتحدثون إلا لغة المصالح ولا شيء غير المصالح ..
سؤال :
هل السمات الشخصية للسيسي تقول إنه من الممكن أن يكون تابعا أو منقادا ينفذ السياسة الأمريكية في المنطقة دون معارضة أو إبداء رأي ؟ ..
الإجابة :
التجارب السابقة .. الشخصية الصلبة العنيدة .. ثم الثبات على الموقف مهما كلف الأمر .. كلها لا يؤيد ذلك ..
رأيي أنهم يعتبرون أن نجاحهم في اجتذاب السيسي ( مصر ) إلى صف أمريكا كحليف أو شريك رئيس يعتمد عليه هو في ذاته مكسب كبير ويمثل مصلحة عليا للولايات المتحدة في المنطقة .. فمكانة مصر الحضارية وموقعها وقدراتها الذاتية وكذا احترام تعهداتها يجعل منها حليفا معتبرا لا غنى عنه .. غير ذلك ستذهب مصرتلقائيا إلى العدو الاستراتيجي ( روسيا ) .. هنا الخسارة ستكون فادحة .. فلا نستغرب إذن الدعم العلني الواضح والصريح من ترامب لشخص الرئيس السيسي وهو أمر غير معتاد ولا مألوف مع باقي قادة ورؤساء العالم .. رأيي أن ترامب سوف يصحح خطأه بمحاولة فرض حلول على مصر . ليس هذا فقط لكنه سيصحح أخطاء من سبقوه في ملف العلاقة معها .. ضف إليه أتوقع تعاونا كبيرا يعود بالنفع على البلدين والمنطقة عموما
عند هذه النقطة نستطيع أن نلمس جيدا كيف أدارت مصر الملف الخارجي ببراعة شديدة بينت حجم وقوة هذا البلد المحوري المهم .. فليس من السهل أبدا أن تحتفظ بالعلاقة مع الإثنين ( أمريكا – روسيا ) معا دون خسارة أحدهما ! .. هذا ما يحدث ببساطة شديدة ..
…………………. بفضل مصر وقائدها العظيم هدأت الأمور وابتعدنا كثيرا عن صدامات عاتية كنا أقرب إليها