كتب : وجدى وزيرى
انعقدت القمة العربية الطارئة في القاهرة، وسط ظروف غير مسبوقة تمر بها القضية الفلسطينية، حيث تحاول بعض القوى فرض سيناريوهات تهجير الفلسطينيين قسرًا من قطاع غزة. ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي الوحشي، كان لمصر موقف حاسم، أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن التهجير “خط أحمر”، ولن يُسمح به تحت أي ظرف.
قرارات ونتائج القمة: تأكيد الدعم العربي لفلسطين ورفض التهجير
اتخذت القمة العربية عدة قرارات مصيرية، كان أبرزها:
رفض قاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، واعتبار ذلك انتهاكًا للقانون الدولي وتهديدًا للأمن القومي العربي، وخاصة المصري والأردني.
تبني الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، بقيمة 53 مليار دولار، تشمل إعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة، دون المساس بسيادة الفلسطينيين على أراضيهم.
إدانة التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، واعتبار استهداف المدنيين جريمة حرب تستوجب تحركًا دوليًا لمحاكمة مرتكبيها.
التأكيد على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كحل وحيد لإنهاء الصراع.
رفض التدخلات الخارجية التي تحاول فرض حلول تصفوية للقضية الفلسطينية، خاصة من بعض القوى العالمية التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي بشكل غير مشروط.
من مع مصر ومن ضدها؟ مواقف الدول العربية تتباين
حظيت مصر بتأييد واسع من معظم الدول العربية، خاصة الأردن، الجزائر، العراق، وقطر، حيث شددت هذه الدول على رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين.
ولكن، كان هناك غيابٌ ملحوظ لبعض القادة، مثل ولي عهد السعودية، مما أثار تساؤلات حول موقف المملكة في ظل محاولات تطبيع العلاقات مع إسرائيل. في المقابل، شهدت القمة تحفظًا إماراتيًا على بعض القرارات المتعلقة بالتصعيد ضد إسرائيل، وهو ما يعكس حالة التباين داخل الصف العربي.
مجهودات الرئيس السيسي: دور مصر المحوري في دعم القضية الفلسطينية
منذ بداية الأزمة، لعبت مصر دورًا محوريًا في:
إدارة الوساطة لوقف إطلاق النار، حيث قادت مفاوضات مكثفة مع الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لتهدئة الأوضاع.
فتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية، رغم التعنت الإسرائيلي في منع وصولها.
تنظيم مؤتمر دولي للسلام في القاهرة بحضور ممثلي 34 دولة، للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه.
إرسال مساعدات ضخمة للفلسطينيين، شملت مستشفيات ميدانية وعلاج الجرحى في المستشفيات المصرية.
مواجهة الضغوط الدولية التي تحاول إجبار مصر على قبول مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو ما رفضه الرئيس السيسي بشكل قاطع.
تهجير الفلسطينيين.. خط أحمر وأضرار جسيمة على مصر
رفض مصر القاطع لفكرة التهجير له أسباب استراتيجية وأمنية، فقبول هذا المخطط يعني:
تهديد الأمن القومي المصري، حيث ستكون حدود مصر مع قطاع غزة عرضة لمزيد من التوترات والنشاطات الإرهابية المحتملة.
محاولة تصفية القضية الفلسطينية نهائيًا، بجعل غزة بلا سكان، مما يسهل ضمها إلى إسرائيل، ويقضي على حق العودة.
إحداث خلل ديموغرافي خطير في سيناء، مما يغير من التركيبة السكانية في المنطقة، ويؤدي إلى تداعيات أمنية خطيرة.
تحميل مصر أعباءً اقتصادية واجتماعية ضخمة نتيجة لاستيعاب أعداد كبيرة من اللاجئين، في وقت تواجه فيه الدولة تحديات تنموية.
الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.. وحشية بلا حدود
الاحتلال الإسرائيلي لا يتوقف عن ارتكاب المجازر ضد المدنيين الفلسطينيين، حيث شهدت الأيام الأخيرة:
استهداف المستشفيات والملاجئ، مما أدى إلى سقوط مئات الشهداء من الأطفال والنساء.
قصف المدارس والمنازل بالقنابل الثقيلة، ما تسبب في نزوح آلاف الأسر الفلسطينية داخل القطاع.
منع وصول المساعدات الإنسانية، وفرض حصار خانق على القطاع، مما يفاقم الأزمة الإنسانية.
إعدامات ميدانية بحق المدنيين، حيث وثقت منظمات حقوقية جرائم قتل بدم بارد في الشوارع.
هذه الجرائم تعكس سياسة الاحتلال القائمة على التصفية العرقية، وسط صمت دولي مخزٍ، وانحياز واضح لبعض القوى الكبرى لإسرائيل.
لطالما أكد الإسلام والفكر الفلسفي على أهمية الوحدة في مواجهة التحديات، حيث قال الله تعالى:
“واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا” (آل عمران: 103)
كما قال الفيلسوف أرسطو:
“القوة الحقيقية تكمن في الاتحاد، وليس في التفكك والانقسام.”
وهذا ما تحتاجه الأمة العربية اليوم أكثر من أي وقت مضى، فالوحدة هي السبيل الوحيد لوقف المشاريع التصفوية التي تستهدف فلسطين والعالم العربي بأسره.
ونصيحة للشعب المصري
في ظل هذه التحديات الخطيرة، من الضروري أن يظل الشعب المصري موحدًا خلف قيادته، فالرئيس السيسي يقود معركة شرسة للدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي، وعلينا جميعًا دعمه في هذه المواجهة المصيرية.
مصر كانت وستظل الحصن الحصين للعروبة، وستبقى دائمًا في طليعة المدافعين عن القضية الفلسطينية، رافضةً كل المخططات التي تستهدف تفكيك المنطقة.
ختامًا، وحدتنا هي سلاحنا الأقوى، ودعمنا لقيادتنا هو درعنا في مواجهة التحديات. فليفهم العالم أن التهجير خط أحمر، وأن فلسطين ستبقى عربية، مهما حاول الاحتلال فرض واقع جديد..