“كانت جدّتي تبدأ عملها بحماس وهدوءٍ، تجلس لساعاتٍ طويلةٍ مركّزةً على أدقّ التفاصيل، تضيف لَمساتها الخاصّة بعنايةٍ فائقةٍ، وتحرص على أن يكون كلّ جزءٍ من الثوب متناغمًا مع الآخر.
وعندما تنتهي من خياطة الثوب، تراه يبدو وكأنّه قطعةٌ فنّيّةٌ نابعةٌ من قلبها.جدّتي وجدت في خياطتها لثوبها فرصةً للتعبير عن نفسها، وشعرت بلذّةٍ كبيرةٍ في كلّ مرّةٍ تجلس فيها لتخيط القماش الغالي على قلبها، رغم أنّ أبناءها كانوا قادرين على تنفيذ هذا العمل بإتقانٍ، إلّا أنّ متعتها كانتِ في القيام بذلك بنفسها، مضيفةً لمساتها التي تجعلَ من كلّ ثوبٍ لوحة.”
– رواية: هكذا عشتُ الجحيم.
– للكاتب: هيثم حسين.


